
الشَّيْخُ شَرِيف امْبَالْوُ
رَءيسُ الْمَجْلِسُ الَاعْلِيُّ لِشِيعَةِ اهْلِ الْبَيْتِ (ع) فِي السِّنْغَالِ۔
“الْحَجُّ هُوَ التَّطْبِيقُ الْحَقِيقِيُّ وَ الْعَمَلِيُّ لِلْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ عَلَى النَّحْوِ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ النبوية الشريفة”.
تُقَامُ هَذِا الطقوس الديني فِي أَقْدَسِ الْأَمَاكِنِ وَأَرْقَاهَا ، فِي ارْضِ الْوَحْيِ وَ نُزُولِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى اشْرِفِ الْمَخْلُوقَاتِ الرَّسُولِ الْاكْرَمِ مُحَمَّدٍ (ص) ، وَ الَّذِي رِسَالَتُهُ الرَّئِيسِيَّةُ هِيَ خَلْقُ الِانْسِجَامِ وَالْوَدِّ وَالتَّسَامُحِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ بَنِي الْيَشْرِ بِتَنَوُّعِهَا .
تُعْقَدُ هَذِهِ الطقوس أَيْضًا فِي نُقْطَةِ تَحَوُّلٍ حَاسِمَةٍ لِلْغَايَةِ يَمُرُّ بِهَا الْعَالَمُ بِشَكْلٍ عَامٍّ وَالْعَالَمُ الْإِسْلَامِيِّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ ، وَالَّتِي تُوَاجِهُ تَحَدِّيَاتٍ كَبِيرَةً التي اكبرها هي الابادة والقتل الابرياء من فلسطين ولبنان واليمن والع اق وسوريا وايران.
مِنْ الْوَاضِحِ ، إِنَّ هَذَا الِاجْتِمَاعَ الحجاج الْمُنَظَّمَ عَلَى هَذَاالنَّحْوِ في هذا العام ، سَيَكُونُ لَهُ مُسَاهَمَةٌ مُعَيَّنَةٌ لِلْعَالَمِ ، عَلَى أَقَلِّ الْحَجِّ هو نَّدْوَةُ سنوية لتوطيد الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي تَهْدِفُ ، مِنْ بَيْنِ أُمُورٍ أُخْرَى ، إِلَى دِرَاسَةِ وَنَشْرِ التَّعَالِيمِ السَّامِيَةِ حَوْلَ التَّوَحِّيد اللَّهَ عز وجل وَاحِيَاءِ السُّنَّةِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ (ص) مَعَ تَوْحِيدِ وَحْدَةِ الْكَلِمَةِ عَبْرَ الْحَجِّ.
انْ أَحَدُ الْأُصُولِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الشُّعُوبِ أَنْ تُخَصِّصَ لَهَا مَعَانِيَ أَكْثَرُ بِمَا يَتَجَاوَزُ مَعْنَاهَا الظَّاهِرَ.
كَذَلِكَ عَنْ الدَّوْرِ الْإِيجَابِيِّ وَالْحَاسِمِ الْبَارِزِ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَلْعَبَهُ هَذَا الرُّكْنُ مُتَعَدِّدُ الْأَبْعَادِ فِي تَعْزِيزِ وَتَرْسِيخِ قِيَمِ الْإِسْلَامِ فِي وَحْدَةِ الْعَالَمِ وَسَلَامِي وَاسْتِقْرَارِهِ فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ الثَّقَافِيَّةِ أَوْ الْفَلْسَفِيَّةِ أَوْ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةُ وَفِي الْبَحْثِ الْحُلُولُ الْأَزْمَةُ الْأَخْلَاقِيَّةُ وَالْمَعْنَوِيَّةُ وَمَشَاكِلُ التَّنْمِيَةِ الَّتِي يُوَاجِهُهَا الْمُجْتَمَعُ الْبَشَرِيُّ بِأَسْرِهِ الْيَوْمَ ۔مِنْ بَيْنِ الْأَهْدَافِ الْمُحَدَّدَةِ لِهَذِهِ النَّدْوَةِ السنوية مَا يَلِي:
1 / السَّمَاحُ لِلْمُشَارِكِينَ فِي هَذَا اللِّقَاءِ وَلِلْحَجَّاجِ الْكِرَامِ بِالِانْغِمَاسِ بِشَكْلٍ أَكْبَرَ فِي أَبْعَادِ وَمَبَادِئِ الْحَجِّ ، وَالْغَرَضُ الْأَسَاسِيُّ مِنْهُ هُوَ تَرْسِيخُ قِيَمِ وَمَبَادِئِ السَّلَامِ وَالتَّضَامُنِ الْوَءَامِ وَالِانْسِجَامُ ، كَمَا يَعْلَمُهَا دِينُ الْاسْلَامِ؛
2 / التَّأَكُّدُ مِنْ أَنَّ هَذَا الِاجْتِمَاعَ هُوَ لَحْظَةُ اسْتِبْطَانٍ وَفُرْصَةٌ لِتَقْدِيمِ خُطَّةِ عَمَلٍ فَوْرِيَّةٍ وَمُتَوَسِّطَةٍ وَطَوِيلَةِ الْمَدَى تَضْمَنُ التَّنْمِيَةَ وَتَدْعَمُ الْجُهُودَ الْمَبْذُولَةَ فِي هَذَا الِاتِّجَاهِ لِتَحْقِيقِ هَذِهِ الْأَهْدَافِ الَّتِي مِنْ بَيْنِهَا: التَّفَاهُمُ الْمُشْتَرَكُ بَيْنَ جَمِيعِ التَّيَّارَاتِ الْفِكْرِيَّةِ وَالْمَدَارِسِ الْعَقَائِدِيَّةِ وَالْفِقْهِيَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ التي تجسد الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ مِنْ خِلَالِ بَرَامِجِ الْإِعْلَامِ وَالتَّعْلِيمِ وَالتَّنْمِيَةِ۔
وَمِنْ بَيْنِ الْأَهْدَافِ الْمُتَوَقَّعَةِ فِي نِهَايَةِ هَذَا الْحَدَثِ الدِّينِيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ وَ السِّيَاسِيِّ الْكَبِيرِ الَّذِي يُمَثِّلُهُ الْحَجُّ:
أَنْ يَحْشُدَ الْمُسْلِمُونَ فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ وَيُحَاوِلُونَ مُلَاءَمَةَ الْمَبَادِئِ الْأَسَاسِيَّةِ لِلْحَجِّ ، وَالَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَعْرُوفَةً بِشَكْلٍ أَفْضَلَ وَتَعْمِيمُهَا فِي الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ وَفِي أَمَاكِنَ أُخْرَى مِنْ الْعَالَمِ ، مِنْ أَجْلِ إِعْطَاءِ نَمُوذَجٍ مِثَالِيٍّ تَتْبَعُهُ الْأَجْيَالُ الْحَالِيَّةُ وَالْمُقْبِلَةُ الَّتِي يَجِبُ عَلَيْهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ،الْحِفَاظُ عَلَى الطَّابَعِ الْأَصْلِيِّ لِلْحَجِّ الَّذِي يَرْمُزُ إِلَى وَحْدَةِ الْعَمَلِ فِي التَّنْظِيمِ الَّتِي تَرْمُزُ إِلَى وَحْدَةِ الْعَمَلِ مُنَظَّمٌ وَمُمَنْهَجٌ.
يَمُرُّ الْعَالَمُ الْإِسْلَامِيُّ الْيَوْمَ بِمَرْحَلَةٍ حَسَّاسَةٍ فِي تَارِيخِهِ ، وَنُقْطَةِ تَحَوُّلٍ حَاسِمَةٍ ، لِأَنَّهُ هَدَفٌ لِهُجُومَاتٍ مُمَنْهَجَةٍ وَغَزْوٍ غَيْرِ مَقْبُولٍ وَمُتَعَدِّدُ الْأَوْجُهِ مِنْ قِبَلِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَهُ بِشِدَّةٍ ، وَلَا يَهْدِفُونَ الًّا اضِّعَافَهُ، علي راس هؤلاء امريكا الشيطان الاكبر وإسرائيل اللقيطة واذنابهما
وَلِهَذَا السَّبَبِ تُعْتَبَرُ هَذِا الاجتماع مَطْلَبًا أَسَاسِيًا وَضَرُورَةً تَمِيلُ إِلَى التَّعْرِيفِ أَكْثَرَ وَأَفْضَلَ بِكَيْفِيَّةِ اسْتِغْلَالِ حَدَثِ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ بِحِكْمَةٍ لِصَالِحِ تَقَدُّمِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَطَوُّرِهَا.
وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّ هُوَ أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الرَّئِيسِيَّةِ ، وَالَّتِي تَتَمَثَّلُ أَهْدَافَهَا السَّامِيَةَ ، مِنْ بَيْنِ أُمُورٍ أُخْرَى ، فِي ضَمَانِ اسْتِمْرَارِيَّةِ السَّيْرِ وَسُلُوكِ الْبَشَرِيَّةِ وَتَقَاطُعِهَا مَعَ الْخَالِقِ الْإِلَهِ الْعَظِيمِ جَلَّ جَلَالُهُ.
وَلِلتَّأْكِيدِ عَلَى ذَلِكَ ، تُؤَدِّي كُلُّ هَذِهِ الرُّمُوزِ إِلَى تَوْحِيدِ وَوَحْدَةِ الْكَلِمَةِوَالْعَمَلِ بِإِنْجَازٍ وَنَجَاحٍ ؛
الْغَرَضُ مِنْ الطَّوَافِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْعَتِيقِ هُوَ إِظْهَارُ أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَجْتَمِعَ لِلَّهِ خَالِصَةً ، عَلَى وَجْهِ الْحَصْرِ۔
وَرَجْمُ الْجَمَرَاتِ يُعَادِلُ رَجْمُ الشَّيَاطِينِ الْجِنَّ وَالِانْسَ .مَعْنَى عِبَارَةِ “لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ” هُوَ تَحْدِيدًاً مُعَارَضَةً وَمُنَاهَضَةُ جَمِيعِ أَشْكَالِ عِبَادَةٍ لِغَيْرِ الْهِ جَلَّ جَلَالُهُ۔ .
لَمَسَ “الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ” هُوَ تَجْدِيدُ الْعَهْدِ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالِي وَمُوَاجَهَةٌ بِإِصْرَارٍ عَلَى أَعْدَائِهِ.
السَّعْيُ بَيْنَ “الصَّفَاءِ وَالْمَرْوَةِ” ، بِإِخْلَاصٍ وَسَكِينَةٍ ، يَلْتَقُونَ الْمُؤْمِنُونَ الْحَبِيبَ ، رَبُّنَا الْعَظِيمُ. وَ تَتَلَاشَى مَعَ ذَلِكَ كُلُّ الرَّوَابِطِ الدُّنْيَوِيَّةِ الدَّنِيَّةِ ، وَتَخْتَفِي كُلُّ الشُّكُوكِ بِقَدْرِ مَا تَتَبَدَّدُ كُلُّ الرَّغَبَاتِ الْبَهِيمِيَّةِ وَتَتَبَدَّدُ كُلُّ التَّبَعِيَّاتِ الْمَادِّيَّةِ ، فَتَزْدَهِرُ الْحُرِّيَّاتُ وَتُفَكِّكُ قُيُودَ الشَّيْطَانِ وَعَفَارِيَّتَهُ الَّذِينَ يَسْجُنُونَ يَسُدُّونَ الطُّرُقَ النَّجَاةَ مَعَ الْعِبَادِ وَدَفْعَهُمْ إِلَى اذْلَالِهِمْ وَبِالتَّالِي تَشْجِيعُ الْفِرْقَةِ وَالتَّمَزُّقِ فِي الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ.
بِحُضُورِ عَقْلٍ حَاضِرٍ وَنَفْسٍ مطمئنة الْمَلِيءة بِالرُّوحَانِيَّةِ ، يُغَادِرُ الْحَجَّاجُ فِي وَحْدَتِهِمْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ الَى طَرِيقِ مَحَطَّةِ عَرَفَاتٍ ، وَبِذَلِكَ يَتَخَلَّوْنَ عَنْ الْأَشْيَاءِ الْمَادِّيَّةِ الْمُسْكِرَةِ. هُنَاكَ ، تَمْتَلِئُ كُلُّ التَّمَنِّيَاتِ الطَّيِّبَةِ وَغَيْرِهَا ۔
مَحَطَّةُ مِنِي تَتَوَافَقُ مَعَ رُوحِ التَّضْحِيَةِ بِأَعَزِّ الْأَشْيَاءِ لَدَيْنَا فِي الطَّرِيقِ إِلَى الْحَبِيبِ الْمُطْلَقِ ، اللَّهُ الْعَزِيزِ.وَمَا دَمُنَا لَا نَتَخَلَّى عَنْ هَذَا الْحُبِّ وَتَمَنِّيَاتِ الْمُصْطَنَعَةِ ، وَأَخْطَرُهَا حُبُّ الذَّاتِ ، وَحُبُّ هَذَه الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ ، وَاَلَّذِي هُوَ أَسَاسُ التَّفَكُّكِ وَتَمْزِيقُ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ وَإِضْعَافُهُ ، لَنْ نَصِلَ أَبَدًا إِلَى الْعَاشِقِ الْمُطْلَقِ ، وَسَنُسَلِّمُ إِلَى الشَّيْطَانِ الْمُحَشَّشِ عَفَارِيَّتَهُ مِنْ الجن وَالِانْسُ الَّذِينَ يُمَثِّلُهُمْ الْمُهَيْمِنُونَ وَالْمُسْتَعْمِرُونَ الَّذِينَ سَيَدْفَعُونَنَا دَائِمًا ، إِلَى الْعَدِيدِ مِنْ الِانْحِرَافَاتِ وَالِاخْطَاءِ الَّتِي سَتَبْعِدُنَا عَنْ اللَّهِ وَالِانْسَانِيَّةِ .
عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ ، هَذَا الْوَضْعُ مِنْ الِانْقِسَامِ، تَفَاقُمُ التَّخَلُّفِ مِنْ حَيْثُ التَّعْلِيمُ وَالْعِلْمُ وَالثَّقَافَةُ ، فِي هَذَا السِّيَاقِ الْعَالَمِيِّ الْحَالِيِّ حَيْثُ يُوجَدُ تَطَوُّرٌ وَاضِحٌ لِلْهَجَمَاتِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَطْرَافِ ضِدَّ الْإِسْلَامِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ وَضِدَّ التَّوْحِيدِ وَرُمُوزِهِ بِشَكْلٍ عَامٍّ.
الْيَوْمَ ، الْعَالَمُ الْإِسْلَامِيُّ يُعَانِي مِنْ الْبُؤْسِ وَالْمَرَضِ وَالْفَقْرِ وَالْأُمِّيَّةِ وَنَقْصِ التَّعْلِيمِ ، بِاخْتِصَارٍ ، تَخَلُّفَ التَّنْمِيَةِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مَوَارِدِهِ الْبَشَرِيَّةِ وَلَكِنْ أَيْضًا الثَّرَوَاتُ الْغَزِيرَةُ فِي أَرَاضِيهِ.
فِي الْوَقْتِ الْحَالِيِّ ، إِذَا كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْمُعْتَقَدَاتِ ، فَمِنْ الشَّائِعِ جِدًا أَنْ نَرَى انْقِسَامَهُمْ وَانْتِمَائَهُمْ إِلَى مَدَارِسَ فِكْرِيَّةٍ وَعَقَاءِدِيَّةٍ وَفِقْهِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ تَسْعَى ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا، وَفْقًا لِمَنْهَجِيَّتِهَا وَمَسَارِهَا ، لِقِيَادَةِ أَتْبَاعِ كُلٍّ مِنْهَا نَحْوَ نَفْسِ الْهَدَفِ ، مَصَادِرُ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ.
هُنَاكَ مَلَلٌ وَنَحُلٌ إِسْلَامِيَّةٌ مُتَمَيِّزَةٌ تُعَارِضُ وَتَرْفُضُ بَعْضَهَا الْبَعْضَ وَكُلٌّ مِنْهَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مُمَثِّلَةً لِلْإِسْلَامِ الْأَصِيلِ ، مَعَ اقِصَاءٍ وَ اسْتِبْعَادِ الْأُخْرَى.
ومع ذلك ، فإن جميع المسلمين المطلعين ، دون تمييز في الطقوس ، يؤمنون اعتقادًا راسخًا أن الإسلام لا يمكن إلا أن يشكل امة واحدًة وفقًا لتأكيد القرآن الكريم ، الذي يرتبطون به جميعًا بشدة. :” إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ “سورة الأنبياء ، الآية 92.
علاوة على ذلك ، فإن هذا التقسيم والتجزئة لـ “المجتمع الواحد” الذي يتخذ أحيانًا شكل الانقسام والاختلاف والفرقة والتقاتل داخل الأمة هو أمر غير مبرر ولا أساس له ومصطنع، لأن جميع المسلمين من السنة والشيعة والصوفية على حد سواء لديهم نفس المعتقدات المشتركة و نفس الممارسات. كلهم يؤمنون بالله الواحد وبلا شريك و الإسلام كدين والنبي الاكرم محمد بن عبد الله كخاتم الأنبياء وسيد الرسل والقرآن الكريم هو الكتاب المهيمن (بنسخته الفريدة والثابتة منذ الوحي) ولأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصحيحة بِاعْتِبَارِهِمَا مَصْدَرَيْ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ؛ وَ إِقَامَةُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْوَاجِبَةِ ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ وَالْتِزَامِ الْجَمِيعِ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ ، وَ حَالَمَا تُتَاحُ لَهُمْ الْإِمْكَانِيَّاتُ وَالْوَسَائِلُ ؛ عِنْدَ دَفْعِ الزَّكَاةِ ؛ وَايَمَانِهِمْ بِكُلَّمَا حَرَّمَ الِاسْلَامُ حَرَامَ الِيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ مَا احلَ لَهُمْ حَلَالٌ وَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَلِتَجَنُّبِ الْعَوَائِقِ الَّتِي تَحُولُ دُونَ تَحْقِيقِ الْأَهْدَافِ الْمَوْضُوعَةِ لِلْحَجِّ الابراهيمي الْحَقِيقِيِّ ، مِنْ الضَّرُورِيِّ ، مِنْ أَجْلِ الْوَحْدَةِ ، رَبْطُ دُوَلِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ بِتَنْظِيمِ هَذَا الْمُنَاسَبَةِ الدِّينِيِّ الْإِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي يَجْمَعُ كُلَّ عَامٍ مَا بَيْنَ 3 وَ 5. 3 مَلَايِينِ حَاجٍّ يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَمِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ اسْتِجَابَةً لِدَعْوَةِ النَّبِيِّ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَبُو التَّوْحِيدِ لِإِدَارَةِ وَتَأْمِينِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَلِلْمُسَاهَمَةِ فِي حِمَايَةِ مُقَدَّسَاتِ الْإِسْلَامِ وَامْتِيَازَاتِهَا.
مِمَّا يَجْدُرُ التَّسَاؤُلُ عَنْ قُدْرَةِ السُّلُطَاتِ السُّعُودِيَّةِ عَلَى ضَمَانِهَا وَحِمَايَتِهَا وَحْدَهَا.
لَا يَسَعُنِي أَنْ أُنْهِيَ مقالي هَذِا الَّذي تَتَمَثَّلُ أَهْدَافَهَا الْمُحَدَّدَةَ فِي:
1- تَمْكِينُ الْحجاج مِنْ الِانْغِمَاسِ فِي قِيَمِ وَمَبَادِئِ السَّلَامِ وَالتَّضَامُنِ وَالِانْسِجَامِ وَالْوِءَامِ أَكْثَرُ ؛2- تَحْفِيزُ التَّفْكِيرِ فِي التَّدَخُّلِ الْعُلَمَاءَ وَالْمُفَكِّرِينَ فِي الْبَحْثِ عَنْ حُلُولٍ لِلْأَزَمَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ وَمُشْكِلَاتِ التَّنْمِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ ۔ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمُلْتَقِي العالمي الكبير فُرْصَةً لِلِاسْتِبْطَانِ وَفُرْصَةً لِتَقْدِيمِ بَرْنَامَجِ عَمَلٍ طَوِيلِ الْأَجَلِ يَضْمَنُ التَّنْمِيَةَ الْمُسْتَدَامَةَ لِلْمَجْهُودَاتِ الْمَبْذُولَةِ فِي هَذَا الِاتِّجَاهِ مِنْ أَجْلِ التَّمَكُّنِ مِنْ تَحْقِيقِ الْأَهْدَافِ الَّتِي هِيَ:
ايِّجَادُ التَّفَاهُمِ لِمُثُلِ الْوَحْدَةِ مِنْ خِلَالِ بَرَامِجِ الْمَعْلُومَاتِية وَالتَّعْلِيمِ وَالِاتِّصَالِ ؛
3- اعْتِمَادُ بَرَامِجَ وَآلِيَّاتٍ تَشْغِيلِيَّةٍ تَضْمَنُ تَنْفِيذَهَا ، وَلَا سِيَّمَا إِنْشَاءَ مَرْصَدٍ لِتَعْزِيزِ الْوَحْدَةِ بَيْنَ الْمُكَوِّنَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ الِاسْلَامِيَّةِ ، وَإِنْشَاءِ آلِيَّةٍ لِلتَّفْكِيرِ وَالْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ مَنْعِ الصِّرَاعَاتِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الْفِرَقِ الْإِسْلَامِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ وَالْحِوَارِ مَعَ الْآخَرِينَ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
وَنَأْمُلُ أَنْ يُسَاهِمَ هَذَا الْمُلْتَقِي العالمي فِي انْعِكَاسٍ مُثْمِرٍ لِوَحْدَةِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَحِمَايَتِهَا ، الَّتِي نَعُوّلُ فِيهَا بِقَدْرِ مَا تُقَدِّمُ هَذِهِ الْآرَاءُ.