نص الخطاب الديني الذي ألقاه المرشد الروحي وزعيم دائرة المسترشدين والمسترشدات الشيخ محمد المصطفى سه بمناسبة المولد النبوي الشريف في تواوون

0
303

يا رسول الله! قد بدأ الوحي القرآني وأنت معه في جولته السماوية، وهذا قبل وجود البشر بآلاف من السنين، يا رسول الله!

بدأ الحوار بينك وبين ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، بدأ الحوار وأنت تدور مع هذا الوحي في مراحل ثلاثة: مرحلة الأرواح ، ثم مرحلة العقول، ثم مرحلة الأجسام، كتابا معلوما، فكتابا مرقوما، فكتابا مسطورا، يا رسول الله! ها أنت بعد تلك الجولة ترافق القرآن في مرحلته الأرضية قراءة فتسبيحا، فتوحيدا، فعبادة، فتأدبا، فتخلقا، فتعوذا من شرور الأنفس ومن سيئات الأعمال، يا رسول الله منذ ذلك العهد الأزلي وأنت ترفض في جميع حركاتك الجبارة، ترفض أن لا يبقى الإنسان مجرد حركة فوق أبجدية الزمان والمكان، يا رسول الله!  لقد قلت: – في أروع ما يكون من تبليغ – الإنسان والقرآن أخوان، أخ لا ينطق إلا بالصمت، وأخ لا ينطق إلا باللسان، وبينهما رحمن رحيم، رحمن علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، ومع كل ذلك ألف بين قلوبهم، يعني بين قلب القرآن وقلب الإنسان ، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم، ولكن بشرط أن يكون القرآن هو ذلك المنزل على الألسنة وبحروف مسمى

وأتى بها سبع المثاني أسهما

 بحروفها حفظا لسبع مثان

ذلك أن الأمانة الكلية غير الأمانة الجزئية، 

يا رسول الله! حقا نجد في محيط الظواهر ما يكفي عن أعماق البواطن، فكان من شأن التربية النبوية أن تقدس الإثم ولكن بالاجتناب ، وتقدس الجريمة ولكن بالتوبة، وتقدس الكفر ولكن بتفويض الأمور إلى الله، إن رحمة الله قريب من المحسنين، يا رسول الله!

 صلى عليك الله كل دقيقة 

وعلى الأولى صلوا عليك وقاموا 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطاب المرشد