باحث سنغالي يرد على مهاجمي المفكر السنغالي شيخ أنت جوب .
بقلم الباحث السنغالي شيخ مود بدر جوب .
تابعت بعض الخرجات على العلامة الشيخ أنتا جوب من بعض السود في إفريقيا، ويبدو أنهم تهجموا عليه، وكأنهم يبحثون عن شيء مفقود! فأريد أن أقول للسنغاليّين:
١- فالذين يتهجمون في الفيسبوك على الشيخ أنتا جوب أولا هم المصريون العنصريون سُرّاق الحضارة، وفاقدوا الهوية المدّعون على أنهم عرب، ولا علاقة لهم بالعروبة أصلا، فشكلهم مثل المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا. كلهم حُوربوا واستُعرب بعضهم، فتحولوا إلى قوة في تلك البلدان فاستضعفوا السكان الأصليين. لا غير.
وهؤلاء لا يعجبهم قط ذكر الجذور التاريخية لتلك البلدان؛ فالمصري لا يريد أن يسمع تاريخ مصر القديم، فقط يريد البقاء في فقاعة العرب. والمغرب والجزائر وتونس يتحسسون من ذكر الأمازيغ والصحراويين، وموريتانيا لا يريد أن يسمع شيئا عما قبل تقسيم الحدود. وهذه عقدة عندهم جميعا.
٢- مؤخرا بدأت ألاحظ أفارقة فاقدي الهوية الوطنية وفاقدي الأمن النفسي والاستقرار السياسي، شرعوا في مهاجمة السنغال عموما. وهذا يرجع إلى أسباب عدة، منها؛ أن معظم سكان تلك البلدان بدأوا في إظهار حقدهم وحسدهم على السنغال وعلى شعبه بسبب “النعم” التي أنعمها الله لهذا الشعب في قديم التاريخ وفي حديثه، في السياسة عالمياً وإقليميا، في الدين عموما وفي العلماء.
والسنغاليون مشهورون بعدم الشعور بأي عقدة مع أي شعب في العالم، ومعروفون بالتحضر وخاصة في خارج السنغال، ولا تجدهم من السفهاء أو من الجبناء، فهم دائما أصحاب أنفة وشهم وذوا نفوس أبيّة، ثم إنهم ثوريون إضافة إلى ذلك. كن أبيضا أو أحمرا أو ثلجا فهم لا يبالون بك، وإذا حاولت الاستهانة بهم، فهم يبيعون لك أرواحهم.
تلك القيم والتصرفات يعجز عنها كثير من إخواننا في إفريقيا، ثم إنهم يشعرون دوما ويتحسسون كثيرا على أن الشاب السنغالي يرى نفسه فوق الجميع. هذا ليس صحيحا، لكنه يمجّ على بعض إخوانه الأفارقة تصرفات توحي بالعاطفية السوداء! أو الجبن الأبيض من البيض أو العربي أحيانا، فيرى السنغالي أن بعض الأفارقة يحتاجون إلى مزيد من الثقة بالنفس أحيانا، وأن يكون شجاعا وقويا في شخصيته.
ثم هناك أمر آخر إضافي، وهو سمعة السنغال العالمية الجيّدة في الخارج وفي الداخل، عند الغرب وعند العرب؛ فهم ليسوا مشهورين بالكسل ولا بالإجرام، ولا بالسخافات ، ولا بالقرصنة الرقمية، ولا باستغلال ضيوفهم من البيض، ولا بالسرقة ولا بالسلاح، بل مشهورون بأنهم مزعجون في التجارة وفي حمل بضائعهم للبيع في الطرق وفي الأزقة، ولا تجدهم يتسوّلون أيضا سواء في أضواء الشوارع والطرقات أو في داخل البلدان الإفريقية.
وهذا التميز والتحضر يسبب قلقا وحقدا شديدا من باقي الأفارقة الذين يرون هذا نبوغا وتميزا عجزوا عن التصرف بمثله، فيشعرون تهديدا وجوديا من السنغالي الذي وجودُه يظهر النقص عند بعضهم.
٣- مرتزقة أفارقة: منهم ناطقون بالعربية ومنهم ناطقون بالفرنسية، مقيمون في الغرب يستعينون بمعونات الجمهورية ومن أموال شاربي الخمر وتجار البشر ، ثم يشتمون الغربي والإفريقي الذي يؤمن بنفسه وبتاريخه وبقوته! فهؤلاء إذا رأوا أنك تخالفهم في آرائهم أو في مواقفهم السياسيّة مقتوك وتهجموا عليك بل شتموك. وهم إذ يفعلون ذلك، إنما يفعلونه لسد فراغ نفسي وإرضاء للغربيّ الذي يساعدهم في العيش، وبالتالي يجدون قوت يومهم من ذلك.
فهؤلاء غالبا تجدهم مقيمين في البلدان العربية، مرة يهاجم الصوفيّة ومرة يتحدث في البدع والخرافات لكي يجدوا مكانة عند الوهابيّة وسدا رمقا للجوع من أموالهم.
هم مجتمعة؛ تجدهم مشتركين في صفات وهي الهجوم والشتم والاستهجان مع البيل من الرموز الإفريقية ومن العلماء الذين حاربوا قديما لمنحه اليوم هذه الحرية من التعبير، فيكون سليط اللسان يتعرض لعِرض العلماء والأحرار من الناس.
ثم ستجدهم يتذرعون بالبحث العلمي وهم عنه بعيدون جداً ، والبحث العلمي لا يعرف عنهم غير المنشورات في الفيسبوك.
ختاما، كيف تتعامل معهم؟
فأعرض عن الجاهلين إنا كفيناك المستهزئين.
الشيخ مود بدر جوب