أكد الدكتور محمد عجان الحديد الحسيني الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، أن مولد الرسول ﷺ يعد مولدا للإنسانية بذاتها والقيمِ الراقية، والاخلاقِ الحميدة، موضحا أنَ سيرةَ النبي ﷺ كانت مثالاً حياً وانعكاساً جلياً، لمفاهيم التواصل الإنسانيِ ومبادئهِ الذي يَتعدى حدودَ الدين، ويتـــجاوز أسوارَ العقيدةِ، لتُشكلَ قدوةً يُحتذى بها وأسوةً يُقتدى بها.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد من الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية في ملتقى السلام العالمي والاحتفالات المليونية المقامة بمناسبة المولد 2022 في العاصمة البنغالية دكا، تحت رعاية الشيخ سيف الدين القادري شيخ الطريقة القادرية المزبندارية ورئيس البرلمان الصوفي العالمي بدولة بنغلاديش، بمشاركة الأمين العام للأكاديمية الدكتور محمد عجان الحديد الحسيني والدكتور محمد الأخضر ذرفوفي الحسني رئيس فرع الأكاديمية في المملكة المغربية إلى جانب وفود من دول اخرى، خلال الفترة من ٨ إلى 16 أكتوبر ٢٠٢٢ .
وأبرز الدكتور الحديد الحسيني أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو احتفاء بالشيم التي جاءت بها الرسالة المحمدية، موضحا أنها دعوة إلى حفظ وصيانة حياة الانسان وضمان قيام الأبناء بحق الآباء، وعلى مُراعاة حقوق حرمةِ الجارِ والأجيرِ وعلى حُرمةِ الكبيرِ والعطفِ على الصغيرِ وعلى الرأفة بالحيوانِ وعلى حُسنِ المعاملةِ في البيعِ والشراءِ وعلى التيسيرِ على الناسِ وعدم التعسيرِ عليهم، وعلى التَعامُلِ بالحكمةِ والرحمةِ والشفقةِ ولو مع الأعداء، وعلى زرعِ الابتسامة ونشرِ السلامِ وإدامة صلة الرحم، بين البشريةِ جمعاء وإعطاء كلُ ذي حقٍ حقهُ ومُستحقهُ، واستشهد على ذلك بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة.
وفند دعوى الصاقُ التطرفِ بالإسلامِ، واصفا اياها بالمردودة، موضحا أن التطرفَ لا دين له، موضحا أن الدينُ الإسلامي يحثُ على التعاونِ والمودةِ والتعايش ِالسلميِ مع الجميع لتحقيق المصالح المشتركة في الحياة الدنيا، وبين أن الله سبحانه وتعالى جعل المودة والتعاون بين الناس ميلاً فطرياً، موضحا ان الروح جبلت على حُبِ مَن أحسنَ إليها، مضيفا أن سيرة النبي ﷺ تمثل القيم والأخلاق والرحمة والرقي والتعايش السلمي وقبول الطرف الآخر بكل ماهيته .
يذكر أن هذه الاحتفالات افتتحها وزير الدولة للشؤون الدينية بدولة بنغلاديش السيد محمد فريد الحق، وعرفت حضور وزراء وعلماء ومئات الالاف من المواطنين ووفود من دول ومجتمعات اسلامية أخرى.