تراجع للديموقراطية السنغالية … 3 فبراير ذكرى أسوء صفحة من حكم الرئيس السابق ماكي صال .
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أعلن رئيس الجمهورية الأسبق ماكي صال تأجيل الانتخابات الرئاسية بموجب المرسوم رقم 106 لسنة 2024 المؤرخ في 3 فبراير 2024 ، إثر اتهامات رفعته كتلة النواب التابعة للحزب الديموقراطي السنغالي عن الرشوة للحكام السبعة في المجلس الدستوري .
وأعلن الرئيس صال ، قبل ساعات قليلة من الافتتاح الرسمي للحملة، إلغاء مرسوم انعقاد الهيئة الانتخابية في 25 فبراير 2024 .
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عام 1963 التي يتم فيها تأجيل الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام المباشر في السنغال، وهي دولة لم تشهد قط انقلابًا، وهو أمر نادر في القارة.

واستشهد الرئيس صال في خطابه بالصراع الذي اندلع بين المجلس الدستوري والجمعية الوطنية بعد المصادقة النهائية على عشرين مرشحا وإلغاء عشرات المرشحين الآخرين.
وأثار قرار تأجيل الانتخابات غضب الشارع السنغالي بعد ما صادق البرلمان على مشروع القانون حول تمديد فترة حكم الرئيس ماكي صال لغاية عام.

وكان الوضع متوترا ، حيث خرج السنغاليون إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة لتاريخ 9 فبراير 2024 بهدف معلن وهو احترام الدستور ورحيل ماكي صال فورا عن الحكم.
نشرت السلطات الأمنية عددا كبيرا من المركبات المدرعة لمحاولة السيطرة على المتظاهرين، ولكن دون جدوى لأن الحشد كان هائلا في كثير من المناطق السنغالية، حيث سقط 3 ضحايا جراء المواجهات العنيفة، وقطعت السلطات السنغالية خدمات الانترنت للسيطرة على الوضع.
وبحنكته السياسية، تمكن الرئيس ماكي صال من الخروج عن الأزمة السياسية بعد إقراره قانون العفو الذي يغطي جميع الحقائق المتعلقة بجميع الأحداث خلال فترة 2021- 2024 .
وكان هذا العفو الذي يهدف إلى تخفيف التوتر في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في مارس 2024، مكّن من إطلاق سراح مئات السجناء من السجن، بما في ذلك السيد بشير جوما فاي وعثمان سونكو.

وأجريت لاحقا انتخابات رئاسية حرة في 24 مارس 2024 بموجب قرار من المجلس الدستوري ، خرج منها بشير جوماي فاي مرشح حزب باستيف فائزا في الدورة الأولى بنسبة %54،28 بفارق كبير أمام خصومه وخصوصا مرشح المعسكر الحاكم ٱمدو باه الذي حل ثانيا بنسبة %35،79 .