خاطرة : رمضان: ضياء الروح ونور القلب.

0

دخل علينا شهر رمضان كزائر كريم، يحمل في طيّاته النور والسكينة، ويفتح أبواب الرحمة والمغفرة، هو شهر تصفو فيه الأرواح، وتلين فيه القلوب، وتسمو النفوس في رحلة إلى الله، رحلة يتخفف فيها الإنسان من أعباء الدنيا ليحلق في ملكوت الطاعة والخشوع.

في رمضان، تتجلى بركات الصيام، حيث لا يكون الجوع والعطش إلا وسيلة لصقل الروح وتهذيب النفس، هو مدرسة الصبر، وميقات التغيير، وفرصة لأن يعيد المرء ترتيب قلبه، فينفض عنه غبار الغفلة، ويغرس فيه بذور التقوى والمحبة.

تتسابق الأقدام إلى المساجد، وتتزاور القلوب بالمحبة، ويعلو صوت القرآن في الليالي الهادئة، كأنه نسيمٌ يُلامس الأرواح، فيحملها إلى أفقٍ من السلام والطمأنينة، في لياليه تتجلى لحظات الخشوع، حيث تهمس القلوب بالدعاء، وترتجي العفو من الرحمن، طامعة في ليلة القدر التي تُغير المصائر وتفيض بالأنوار.

رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو امتناع عن كل ما يثقل الروح، هو دعوة للحب، للصفح، للعطاء، ففيه يزداد إحساسنا بالآخرين، ويمتد عطاؤنا دون انتظار مقابل، فنجد أنفسنا أكثر قربًا، أكثر نقاءً، وأكثر استعدادًا لأن نبدأ من جديد.

هو شهر يعيد إلينا إنسانيتنا، يعيد إلينا فطرتنا النقية، ويُذكّرنا بأن النور دوماً أقرب مما نظن، وأن باب الله مفتوح لمن أقبل بقلبٍ صادق وروحٍ متلهفة.

فيا أيها الشهر الكريم، هب لنا من بركاتك ما يصلح قلوبنا، ومن نورك ما يضيء دروبنا، واجعلنا من العائدين إلى الله بقلوب نقية، وأرواح مطمئنة، ونفوس امتلأت بمحبة الرحمن.

شيخعبدهلوح

Leave a comment