في أجواء روحانية وسط جماهير تكتسي ملابس بيضاء وأفواه تُذكر أسماء الله، هكذا، خيمت أرجاء ملعب ٱمدو باري في غيجواي بضواحي العاصمة السنغالية دكار عصر يوم الجمعة 21 فبراير 2025، وبحضور شخصيات دينية بارزة لإحياء فعاليات “حضرة الجمعة الشعبية”.
انطلق أتباع الطريقة التجانية بالسنغال من كل فج عميق متوجهين إلى الملعب لا لمشاهدة المباريات ولا لحضور مهرجانات الثقافية والاجتماعية، إنّما لإحياء ورفع كلمة الله العليا وذلك في مشهد روحاني الذي تتميز فعالياته بقراءة الأوراد التجانية الصوفية المعتادة في كل عصر يوم الجمعة حتى قبيل صلاة المغرب.
وتُعتبر هذه النسخة الثالثة عشر التي ينظم فيها أبناء الحضرة التجانية بالسنغال موسم الفكر والذكر والدعاء، حيث يتضرع أتباع هذه الحضرة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الأدعية والأذكار.
حضر في نسخة هذا العام كبار أعيان ووجهاء الزاوية التجانية المالكية البارزة في مدينة تواوون ووفود رفيعة المستوى من مختلف زوايا الطريقة التجانية من السنغال وخارجها كالجزائر في (عين الماضي) مكان ولادة مؤسس الطريقة الشيخ أحمد التجاني الشريف (1737-1815) رحمه الله ومن المملكة المغربية موضع روضته الشريفة في مدينة فاس.
وتعتبر الطريقة التجانية أحد أكبر الطرق الصوفية حضورا في القارة الإفريقية، ولها تأثير قوي في السنغال، كما تُعتبر واحدة من أهم الطرق وأكثرها انتشارا في المدن السنغالية.
وتعدُّ مدينتي تواوون (مشرب الزاوية المالكية) وكولخ (مشرب الحضرة الإبراهيمية) من كبرى المدن حضورا بالنسبة لهذه الطريقة الصوفية.
